حكايات من الشوقيات

إعداد الدكتور محمد حسن عبدالرحيم عمر

ﻛﺎﻧت ﻣﻌظم ُ اﻟﺣﻛﺎﯾﺎت ِ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ِ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎن اﻟﺣﯾواﻧﺎت، ﺣﯾث أن اﻟﺻـﻐﺎرَ واﻟﻛﺑـﺎرَ ﻋﻠـﻰ ﺣـد ٍ ﺳواء، ﯾﻔﺿﻠون اﻟﻘﺻصَ اﻟﺗﻲ أﺑطﺎﻟﮭﺎ ﺣﯾواﻧﺎت، وﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أﻧﮫ ﯾُرﻣ َز ُ ﻟﻠﺣﻛﻣﺔ واﻟدھﺎء ﺑﺑﻌض ﻣﻧﮭﺎ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻠﺻﻖ ُ اﻟﺳذاﺟﺔ ُ واﻟﻐﻔﻠﺔ ُ ﻟﻠﺑﻌضِ دون ﻏﯾرھﺎ، وﻣ ِﺛل ُ ذﻟك اﻟﻘوة ُ و اﻟظﻠم ُ واﻟﺗﺳﻠط.

وﻣن اﻟطرﯾف ِ واﻟظرﯾف، أن أﻣﯾرَ اﻟﺷﻌراء أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ﻗد ﻧظم َ ﻛﺛﯾرا ﻣن اﻟﻘﺻﺎﺋد ﻋﻠﻰ ﻟﺳـﺎن اﻟﺣﯾـوان ﻣﻧذ أن ﻛﺎن طﺎﻟﺑًـﺎ ﻓـﻲ ﻓرﻧﺳـﺎ ﻟﯾﺗﺧـذ ﻣﻧﮭـﺎ وﺳـﯾﻠﺔ ً ﻓﻧﯾـﺔ ً ﯾﺑـث ُ ﻣـن ﺧﻼﻟﮭـﺎ ﻧوازﻋَ ـﮫ اﻷﺧﻼﻗﯾـﺔ واﻟوطﻧﯾـﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ، وﯾوﻗظ ُ اﻹﺣﺳﺎس ﺑﯾن ﻣواطﻧﯾﮫ ﺑﻣﺂﺳـﻲ اﻻﺳـﺗﻌﻣﺎرِ وﻣﻛﺎﺋـده. وﻗـد ﺗـﺄﺛر ﺑﺄﺳـﻠوب وأﺷـﻌﺎر اﻟﻔرﻧﺳﻲ )ﻻﻓوﻧﺗﯾن( اﻟﺷﮭﯾر اﻟذي ﺗﺄﺛّر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺑدو ﺑﺎﻟﺣﻛﺎﯾﺎت اﻟواردة ﻓﻲ ﻛﺗﺎب ﻛﻠﯾﻠﺔ ودﻣﻧـﺔ. وھﻛـذا دﺧل أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ﻋﺎﻟم اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ وﻗت ﻟم ﯾﺟرؤ ﻓﯾﮫ ﻛﺑﺎر اﻟﺷﻌراء واﻷدﺑﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﻟﯾف ﻟﻠﺻـﻐﺎروﺑﻠﻎ ﻋدد ﺗﻠك اﻟﺣﻛﺎﯾﺎت 56 ﺣﻛﺎﯾﺔ، ﻧُﺷ ِرَ ت أول ُ واﺣدة ﻣﻧﮭﺎ ﻓـﻲ ﺟرﯾـدة “اﻷھـرام “ﺳـﻧﺔ1892 م، وﻛﺎﻧـت ﺑﻌﻧوان “اﻟدﯾك اﻟﮭﻧدي واﻟدﺟﺎج اﻟﺑﻠدي”، وﻓﯾﮭﺎ ﯾرﻣز ﺑﺎﻟﮭﻧدي ﻟﻘوات اﻻﺣـﺗﻼل وﺑﺎﻟـدﺟﺎج وﺑﻌـد دراﺳـﺔ ﻣﺗﻌﻣﻘﺔ ﻟﻛﻠﯾﻠﺔ ودﻣﻧﺔ وﻷﺷﻌﺎر أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ، ﻗﻣت ﺑﺻﯾﺎﻏﺔ اﻷﺷﻌﺎر ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺣﻛﺎﯾـﺎت ﺑﺄﺳـﻠوب ﻣﺑﺳـط ﻣدﻋم ﺑﺻور ﺗوﺿﯾﺣﯾﺔ ﺗﺟﻌﻠﮭﺎ ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﺻﻐﺎر وﺗﺑﻘﻰ اﻷﺷﻌﺎر واﻟﺻور ﺟذاﺑﺔ أﯾﺿﺎ ﻟﻠﻛﺑﺎر.