تعتبرُ كليلةُ ودِمنة مُستودعاً للحكمة و مفاهيم الحياة، وإحدى جواهرِ الثقافةِ العالمية، وقد تمَّت ترجمتُها إلى مُعظم اللغات.
تتميَّزُ كليلة ودمنة بتقديمها حكاياتٍ توحي بأسلوبٍ ذكي بالتحلّي بأخلاقياتٍ حميدةٍ في المجتمعِ على مستوياتِه المختلفة.
وكما يقول ابن المقفع: ” ينقسمُ الكتاب إلى أربعةِ أغراض : أحَدُهُما ما قُصِدَ فيه إلى وضعهِ على ألسنةِ البهائمِ غير النَّاطقةِ، ليسارعَ لِقراءتهِ أهلُ الهَزْلِ من الشبان، فتُسْتَمالَ به قلوبُهُم له ، والثاني إظهارُ خيالاتِ الحيواناتِ بصنوفِ الأصباغِ والألوان، ليكون أُنْسـاً لقلوبِ الناس، ويشتدَّ حِرْصُهُم عليهِ للنزهةِ في تلكَ الصور، والثالثُ أن يكونَ على الصِّفَةِ التي أُخْرِجَ عليها لكي يقتنيهِ الملوكُ والعامة، فيكْثُرُ استنساخُهُ ويبقى على مُرورِ الأيام ، والغرضُ الرابعُ وهو الأقصى مَخصوصٌ بالفلاسفة.”
وبعد قرآءاتٍ مُتعمِّقةٍ لترجماتِ كليلةِ ودمنةِ بالعربيةِ والإنجليزية، قُمْتُ بتبسيطها وعَرْضِ حكاياتها في هذه السلسلة بدون تقطيع، كما قمتُ بتمثيلِ كُلِّ حكايةٍ بِصُوَرٍ تُمثِّلُ وقائِعها وتجعلها مُشَوِّقةً للصغارِ والكبار ومادةً للتباحثِ في الأخلاقياتِ التي تحُضُّ عليها.